المنتدى الاسلاميمواضيع ومسائل هامة تتعلق بتعاليم ديننا الحنيف على مذهب اهل السنة والجماعة وال البيت والسلف الصالح ومن بعدهم تابع وصحابة رضوان الله عليهم وفتاوي وكتب وحديث وتفسير .
أهلا وسهلا بك في منتديات طلاب جامعة النجاح الوطنية
الضيف الكريم سلام الله عليك , ان المنتدي مكان لتبادل المنفعة ولكي نفيد ونستفيد .. من فضلك ساهم بقدر المستطاع واجعل دورك فعال بالمنتدي على الأقل قم بشكر الشخص الذي إستفدت من موضوعه .. نحن نعمل جميعاً على نشر الفائدة نرجو المشاركة في هذا العمل ولا تكتفي بالمشاهدة فقط ...
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالتسجيل في المنتدى والاستفادة من مزايا العضوية وانشر مواضيعك ومشاركاتك، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب به.
عمر بن الخطاب الرجل الجريء الممتلئ حيوية وحماسة، ذو العقل الراجح المتفكر والمتدبر، هو من آل عدي، لم يكن في بداية انطلاقة الدعوة الإسلامية من المتحمسين لها، بل لم يكن يريد أن يعيرها اهتمامه وتفكيره؛ من حيث التعرف عليها والالتقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم، والسماع منه أو الإصغاء إلى قول الحق، وإنما كان مع قومه في نبذها والتعرض لأفرادها الضعفاء بالإيذاء، لقد زعم كفار قريش أنها دعوة باطلة، وصاحبها ساحرٌ أو شاعر أو كذاب، فأخذ هذا منهم على غير اطلاع ودراية بالأمر، بل لم يكلف نفسه عناء الالتقاء مع مَن سبقه في الإسلام ليقف على ما تدعو إليه هذه الدعوة، لقد صورت أم عبدالله بنت أبي خيثمة زوج عامر بن ربيعة شدة عمر قبل إسلامه، فقالت: إنا لنرحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر لبعض حاجته، إذ أقبل عمر بن الخطاب وهو على شِركه حتى وقف عليَّ، وكنا نلقى منه البلاء أذى وشدةً، فقال: أتنطلقون يا أم عبدالله؟ قالت: نعم، والله لنخرجنَّ في أرض الله، فقد آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجًا، فقال: صحبكم الله، قالت: ورأيت له رقة وحزنًا، فلما عاد عامر أخبرته وقلت له: لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا، قال: أطمعتَ في إسلامه؟ قلت: نعم، فقال: لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب لِما كان يرى من غلظته وشدته على المسلمين، ولكن إرادة الله في هدايته وسَوْقه للتعرف على الدعوة، كانت أقوى من نفثات شياطينه وإغواءات قومه، فصاحب العقل المفكر والمتدبر لا ينبغي له الإصغاء إلى الأقاويل، وما يشاع عن هذا الأمر من هنا وهناك، وإنما عليه أخذ الخبر من منبعه، وبالتالي محاكمته بعقله وإصدار الحكم عليه، هذا الذي كان ينقص عمر، وقد ساقه الله إلى قدره الذي فيه عزه في الدنيا والآخرة، وكان سبب إسلامه أن أخته فاطمة بنت الخطاب كانت زوج سعيد بن زيد، وقد أسلمت هي وزوجها سعيد، وكانا يخفيان إسلامهما من عمر، وكان خباب بن الأرت يأتي إلى سعيد وزوجه يقرئهما القُرْآن، وفي أحد الأيام خرج عمر متوشحًا سيفه وهو في هياج وغضب، فلقيه نعيم بن النحام - وهو من قوم عمر - فقال: إلى أين تريد يا عمر؟ قال: أريد محمدًا الذي فرق أمر قريش وعاب دينها، فأقتله - وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم مع مَن أسلم في دار الأرقم قرب الصفا - فقال له نعيم: والله لقد غرَّتك نفسك، أترى بني عبدمناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدًا؟ أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم؟ قال: وأي أهلي؟ قال: خَتَنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة، فقد والله أسلما، فرجع عمر إليهما وعندهما خباب بن الأرت يقرئهما القُرْآن، فلما سمعوا حس عمر تغيب خبَّاب، وأخذت فاطمة الصحيفة فألقتها تحت فخذها - وقد سمع عمر شيئًا من قراءة خباب - فلما دخل، قال: ما هذه الهينمة؟ قالا: ما سمعت شيئًا، قال: بلى، قد أخبرت أنكما تابعتما محمدًا، وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت أخته لتكفه عنه فضربها فشجَّها، فلما فعل ذلك قالت له أخته: قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك، ولما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم وقال لها: أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون فيها الآن حتى أنظر ما جاء به محمد، قالت: إنا نخشاك عليها، فحلف أنه يعيدها، قالت له - وقد طمعت في إسلامه -: إنك نجس على شركك، ولا يمسها إلا المطهرون، فقام فاغتسل، فأعطته الصحيفة وقرأها - وكان كاتبًا - وفيها طه، فلما قرأ بعضها قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه، فلما سمع خباب خرج إليه وقال: يا عمر، إني والله لأرجو أن يكون الله قد خصَّك بدعوة نبيِّه، فإني سمعته أمس وهو يقول: اللهم أيِّد الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي الحكم بن هشام، فالله الله يا عمر! فقال عمر: فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأُسلم، فدله خباب، فأخذ سيفه وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دار الأرقم بين أصحابه، فضرب عليهم الباب، فقام رجل فنظر من شق الباب، فرآه متوشحًا سيفه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال حمزة: ائذن له، فإن كان جاء يريد خيرًا بذلناه له، وإن أراد شرًّا قتلناه بسيفه.
فأذِن له، فنهض إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بمجامع ردائه، ثم جذبه جذبة شديدة، وقال: ما جاء بك؟ ما أراك تنتهي حتى ينزل الله عليك قارعة، فقال عمر: يا رسول الله، جئت لأومن بالله ورسوله، فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرَف مَن في البيت أن عمرَ أسلَمَ، فلما أسلم قال: أيُّ قريشٍ أنقل للحديث؟ قيل: جميل بن معمر، فجاءه فأخبره بإسلامه، فمشى إلى المسجد وعمر وراءه وصرخ: يا معشر قريش، ألا إن ابن الخطاب قد صبأ، فيقول عمر مِن خلفه: كذب، ولكني أسلمت، فقاموا، فلم يزل يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس وأعيا، فقعد وهم على رأسه، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فلو كنا ثلاثمائة نفر تركناها لكم، أو تركتموها لنا، يعني مكة، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ عليه حلة، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر، قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا، فماذا تريدون؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبهم هكذا؟ خلُّوا عن الرجل، وكان الرجل العاص بن وائل السهمي، ورُوي أنه لما أسلم عمر نزل جبريل، فقال: يا محمد، استبشَر أهل السماء بإسلام عمر.
قال عمر: لما أسلمت أتيت أبا جهل فضربت عليه بابه، فخرج إليَّ وقال: مرحبًا بابن أخي، ما جاء بك؟ قلت: جئت لأخبرك أني أسلمت وآمنت بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدقت ما جاء به، قال: فضرب الباب في وجهي، وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.